شخصيات اسلامية:

شخصيات اسلامية:
العشرة المبشرون بالجنة:
الفاروق.. عمر بن الخطاب
هذا الباب تناولنا بالشرح شخصية أبي بكر الصديق: اسمه وصفاته ومواقفه مع الرسول صلي الله عليه وسلم.. واليوم نستكمل عرض العشرة المبشرين بالجنة.
وشخصية اليوم هي شخصية نادرة المثال في التاريخ الإنساني.. رجل قال له النبي صلي الله عليه وسلم: "قد كنت شديد الشغب علينا أباحفص فدعوت الله يعز الدين بك أو أبي جهل "ففعل الله ذاك بك" فكنت أحبهما إلي.. انت معي في الجنة. ثالث ثلاثة من هذه الأمة".
ثم قال عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده. ما لقيك الشيطان قط سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك".
إنه الفاروق.. عمر بن الخطاب هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي بن رباح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي.
ويجتمع نسبه مع النبي صلي الله عليه وسلم في كعب بن لؤي بن غالب وكنيته "أبو حفص".
ولقبه: "الفاروق" أطلقه عليه النبي صلي الله عليه وسلم لأن الله فرق به بين الحق والباطل.
- شكله وصفاته:
كان عمر أمهقا أي شديد البياض تعلوه حمرة حسن الخدين والأنف والعينين غليظ الكفين والقدمين قوي الجسم أصلع طويل القامة وكان أعسر أي أشول.
- مولده وأسرته:
ولد عمر بن الخطاب بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة والده هو الخطاب بن نفيل وكان نفيل "جد عمر " ممن تحتكم إليه قريش.. أما والدته فهي "خنتمة" بنت هاشم بن المغيرة عمها هو هشام بن المغيرة والد أبي جهل أي ان ابا جهل هو ابن عمها. لذلك كان يناديه "خالي".
وكان أبوه قاسياً في معاملته لابنه.
يروي عمر بنفسه بداية تعرفه علي الإسلام فيقول: "خرجت أتعرض لرسول الله صلي الله عليه وسلم قبل ان اسلم فوجدته قد سبقني إلي المسجد فوقفت خلفه فاستفتح سورة "الحاقة" فجعلت أعجب من ترتيب الفاظها وجمال اياتها.. فقلت في نفسي: هذا والله شاعر كما قالت قريش.. قال فقرأ: "إنه لقول رسول كريم. وما هو بقو شاعر قليلاً ما تؤمنون".
قال: قلت في نفسي: كاهن. فقال النبي صلي الله عليه وسلم: "ولا بقول كاهن قليلاً ما تذكرون. تنزيل من رب العالمين. ولو تقول علينا بعض الاقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين. فما منكم من أحد عنه حاجزين" فيقول: فوقع الإسلام في قلبي كل موقع.
وقد جاء إسلام عمر بعد أن كان أشد الناس علي رسول الله صلي الله عليه وسلم بل وكان ينوي قتله فعلم أن أخته قد اسلمت فتوجه إليها غاضباً فإذا به يجد صحيفة وسط البيت فسألها: ما هذه الصحيفة؟ فقالت له: دعك عنها يا ابن الخطاب فإنك لا تغتسل من الجنابة ولا تتطهر وهذا لا يمسه إلا المطهرون.. ويقول فاغتسلت وتوضأت فأعطتني الصحيفة فإذا بها "بسم الله الرحمن الرحيم" فلما مررت باسم الله ذعرْتُ منه فألقيت الصحيفة ثم رجعت إلي نفسي فتناولتها فإذا فيها "سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم" فقرأتها حتي بلغت: "آمنوا بالله ورسوله" إلي آخر الآية فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
سيرته في الإسلام
لازم عمر بعد إسلامه النبي صلي الله عليه وسلم وتعلم منه وحفظ عنه كما شهد معه الغزوات كلها وكان أشد الناس علي الكفار.
قال عنه عبدالله بن مسعود: "فضل الناس عمر بن الخطاب" بذكر الأسري يوم بدر حيث كان رأيه قتلهم وجاء القرآن موافقاً لرأيه وجاء القرآن موافقاً لرأيه.
* وبذكر الحجاب قال: يا رسول الله يدخل عليك البَرُّ والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب.
* وبقوله للنبي صلي الله عليه وسلم لو اتخذت مقام ابراهيم مصلي ثم نزل القرآن بذلك.
* وبدعوة النبي "اللهم أيد الإسلام بعمر".
ولما تولي ابوبكر الخلافة ولاه القضاء فكان أول قاض في الإسلام وأول من ولي شيئاً من أمور المسلمين.
أعماله في خلافته
ولي عمر بن الخطاب الخلافة بعد أبي بكر سنة ثلاثة عشرة من الهجرة فسار بأحسن سيرة وهو أول من سمي أمير المؤمنين.
* في عهده فتح الله به الفتوح ففتح العراق والشام ومصر والجزيرة وديار بكر وأذربيجان وأرانيه وبلاد الجبال وبلاد فارس وغيرها ورغم ذلك أنزل نفسه بمنزلة الاجير في بيت المال انزل نفسه من مال الله بمنزلة رجل من الناس.
* أدر العطاء علي الناس ورتبهم علي اساس السبق في الإسلام أو الفضل في العطاء فكان أهل بدر أول الناس وكان علي أولهم.
* أول من دون السجلات.
* أول من وضع التقويم الهجري.
* أول من جمع الناس علي قيام رمضان ونور المساجد.
* اتخذ خاتماً له للخلافة وقيل انه كان نقش خاتمه "كفي بالموت واعظاً يا عمر".. وكان لا يخاف في الله لومة لائم وتوفي رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو عنه راض.
- أقوال الرسول والصحابة عنه:
* عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب".
* عن عائشة قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "قد كان يكون في الامم محدثون "اشخاص ملهمون من السماء" فإن يكن في امتي احد فعمر بن الخطاب".
* عن علي بن ابي طالب قال: كنت مع النبي فأقبل ابوبكر وعمر فقال لي النبي: "يا علي هذان سيدا كهول أهل الجنة من الاولين والاكثرين إلا النبيين والمرسلين ثم قال لي يا علي لا تخبرهما".
* قال سعد بن أبي وقاص: "والله ما كان عمر بأقدمنا هجرة وقد عرفت بأي شيء فضلنا كان ازهدنا في الدنيا.
* عن ابن عمر: "ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه عمر إلا نزل القرآن علي نحو ما قال عمر".
نعيه نفسه ووصيته
عن معد ان ابن ابي طلحة اليعمري قال: خطب عمر الناس فقال "رأيت كأن ديكاً نقرني نقرة أو نقرتين ولا ادري ذلك إلا لحضور أجلي فإن عجل بي أمر فإن الخلافة شوري في هؤلاء الرهط الستة الذين توفي رسول الله وهو عنهم راض.
وقال عن علي رضي الله عنه: "إن ولَّوها الأصلع يقصد عليا سلك بهم الطريق المستقيم فقال له ابن عمر: ما يمنعك أن تقدم عليا قال اكره أن احملها "امانة ولاية أمر المسلمين" حياً وميتاً.
توفي في الثالثة والستين من عمره ودفن مع رسول الله وابي بكر.
وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وخمس ليال.
رحمه الله الفاروق "عمر بن الخطاب" الذي كان شديداً في ايمانه وحبه لرسول الله واتباع سنتة وهديه.
والله أعلم

لا اله الا الله سيدنا محمد رسول الله