لم أستطع كتابة أكثر من هذا الأسطر لكي يا أمل حياتي، لأن قلمي يجود حين يتعلق الأمر في كتابة ما يصف جمالكِ ، وشدة حبي لكي..أما اليوم أجد نفسي أكتب لكي آخر كتاب..وأتمنى أن أكون الآن نائماُ وأن كل ما يجري مجرد أضغاث أحلام..
يرتجف قلمي بين أناملي..فبهذا القلم وفي هذه الصفحة البيضاء سأصب كل الألم والعذاب والقهر الذي عانيته طوال الأعوام الماضية..وأدفن جحيماً من الشك والخداع..وأخرج أخيراً من سجن الخداع إلى حرية الصدق.
فلقد سئمتُ يا حبيبتي عالم الشكوك والخداع وآن الأوان لأعود إلى بلدي الأصلي ( بلد الصدق والوفاء).
لقد أعطيتكِ من الحب جدولاً فأعطيتنِي منه نهراً..وها أنتِ الآن تعطينني من الحب قطرة، وأنا أعطيكِ منه بحراً، كل موجة فيه تذكر اسمك وترسم رسمك..سخرتِ من ضعفي حين بدأت قصتنا..قلت لكي عن الشوق بيت شعر فقلتِ لي عنه قصيدة..ومرّت الأيام، وها أنتِ الآن تقولين لي عن الشوق كلمة..وأنا أقول لكي عنه معلّقة، كل قوافيها تنهيدة تتبعها تنهيدة.
أجد نفسي الآن أعاني هوس الحب، وأحاول أن أبحث بين العقاقير جميعها علّي أجد ما يشفيني منها، وما يخلّصني من هذا الهوس..لأني إما أن أخلص منه أو يقضي هو علي!. لقد قرّرت أن أطلق كل ما في داخلي من هذا الهوس والشوق والدموع، وأن أفرغ قلبي من جميع الذكريات ليتسنى لي أن أقول لكي (وداعاً) وأعفي نفسي من حبكِ، ولكي أقود قطار حياتي بجنون العزيمة بعد الهزيمة، وأقوده مثلما تعودت دائماً حيث أشاء.
لن أضعف يا أمل لأنه لا يحق لمن له قوتي وشخصيتي وعزيمتي أن يضعف تحت اسم الحب..لن أنهار لأنه لا يحق لمن له صلابتي وكبريائي وطموحي أن ينهار تحت اسم الحب.
أنا ما تعودت الضعف أو الانهيار، تعودت منذ طفولتي أن أشق دربي وأفتح طريقي حتى وأنا أحمل فوق ظهري هموم الدنيا كلها، همومٌ في ثقلها كالجبال.
لذلك يا حبيبتي الغالية ( أمل)..لاحظي أني ما زلت اقول لكي حبيبتي!..لذلك أبعث إليكِ اليوم باستقالتي من عالم هواكِ قبل أن تبعثي لي بأمر الإعفاء، وتقاعدت من حبكِ قبل أن تحيلين حبي إلى المعاش.
أنا الآن أقرّر الرحيل عنكِ..ليس لأنكِ أحببتِ شخصاً غيري..بل لأنكِ جعلتني مسرحاً استعرضتِ فيه قدرتكِ الهائلة في التمثيل..كل شيء يهون إلا حينما نكتشف أنا وهبنا حياتنا لمن لا يستحقها، لمن يخدعنا.
إني الآن أعترف لكي بغبائي بأن جعلتِ مني بهلواناَ أقف على حبالٍ من الكذب والخداع وكنت أظن أني أقف على أرض صلبة!!
إني أرحل..بالرغم أني واثقٌ أن حبكِ الجديد هذا لن يستمر طويلاً، وأنكِ لن تكملي المشوار، ولن تجرئين على الخروج معه إلى النور، ستجدين نفسكِ وحيدة..فهذا النوع من الحب كالحب المستورد! كالمعلبات المستوردة، التي تطبع فوقها تاريخ انتهاء صلاحيتها قبل أن تعلّب.
موضوع: استقالتي من الحب 
الأربعاء 12 يناير 2011 - 14:14
