يشار إلى كل من ماركس وفرو يد على أنهم من أعاظم علماء القرن التاسع عشر ليس لأنهم قدموا نظريات علمية صحيحة تماما لا تقبل النقض أو الدحض،فقد أثبتت الكشوفات العلمية المتوالية عدم دقة وصحة الكثير مما قدموه ،ولكن أهميتهما تكمن في أن ماركس هبط بالفلسفة من السماء إلى الأرض ، وسلط الضوء على صناعة مهمة ألا وهي صناعة التاريخ ،والمواد التي يصنع منها ،وفرو يد سلط الضوء على اللاشعور ، وأستطيع القول أن احدهم أضاء عتمة خارج الإنسان والآخر أضاء عتمة في داخله.
ويصح أن نصف المرحوم الدكتور علي الوردي بأنه من أكثر علماء الاجتماع العراقيين أهمية ،لا لكونه قدم بحوثا ونظريات صحيحة فحسب ، بل لكونه هبط بعلم الاجتماع من أروقة الأكاديميات ، إلى أزقة وشوارع الناس . وسلط الضوء على علل وأمراض الشخصية العراقية من الناحية الاجتماعية ، وبالتالي إمراض وعلل المجتمع العراقي .
وقدم في هذا المجال كتبا ودراسات وبحوث ومقالات عديدة ، امتازت بشمولية الخطاب فيها حيث قدم نظريات متقدمة بأسلوب مبسط يفهمه غير ذوي الاختصاص ،وتعكز فيها على أمثلة من تاريخنا الإسلامي وتاريخ العراق الحديث والمعاصر، ويستطيع من يتمعن في عنوانين مؤلفات الوردي ،أن يلاحظ أنها تناولت مواضيع ذات مساس مباشر لحياة الإنسان.
، ومن مؤلفاته :
1. دراسة في شخصية الفرد العراقي : ناقش فيها العوامل المؤثرة في بناء الشخصية عموما،والشخصية العراقية خصوصا.
2. وعاظ السلاطين: ناقش فيه تأثير الخطاب الوعظي في إصابة المجتمع العراقي بازدواجية الشخصية كما انه لم يغفل باقي العوامل كالصراع بين البداوة والتحضر ،والتناشز الاجتماعي بين الرجل والمراءاة في العائلة العراقية .
3. دراسة في طبيعة المجتمع العراقي
4. لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث: كتاب بعدة أجزاء حاول من خلاله دراسة اثر الحوادث التاريخية ،في السلوك الحالي .
5. أسطورة الأدب الرفيع : انتقد فيه الخطاب الأدبي ، واستهجن أن يكون الأدب للأدب ،وشدد على أن يكون الخطاب الأدبي موجها للإنسان .
6. خوارق اللاشعور: حاول من خلالها تسليط الضوء على اللاشعور ، وأعوز أسباب النجاح والفشل إلى المنطق المغروس في اللاشعور ،ولفت الانتباه إلى ضرورة دراسة التجارب الفاشلة ،ودراسة أسباب الفشل ، بدلا من التركيز على التجارب الناجحة فقط.
7. الأحلام بين العلم والعقيدة .
8. مهزلة العقل البشري :محاولة في نقد العقل العربي الذي ما زال يعتمد على المنطق الأرسطوي ، والقضايا الفلسفية ،بدلا من اللجوء إلى العلم ،كما سيأتي تفصيله في القراءة المتواضعة التالية في كتاب مهزلة العقل البشري.