في شهر رمضان شربت الزبيب سيد مائدة الإفطار الموصلية

يعد شربت الزبيب الطبيعي في مدينة الموصل سيد المائدة في الموصل، حيث تشتهر المدينة بصناعة هذا النوع من العصير من ثمار الزبيب الذي تكثر زراعته في شمال العراق، ويقبل على شربه الموصليون طيلة أيام السنة وخصوصاً في شهر رمضان.
يقول عبد الباسط اوب مصطفى، 59 عاما،
حيث يحمل كيسين من الزبيب متوجها بهما الى بيته قبيل موعد الإفطار ، يقول لوكالة ( أصوات العراق) ” لدى اهل الموصل تقليد منذ زمان بان يكون شربت الزبيب متواجد على مائدة الإفطار ويعد مادة أساسية فيها، ومتعودين على شربه وبكميات كبيرة في شهر رمضان “.
ويوضح ان تناول هذا العصير لما فيه من فوائد حيث يحتوي على السكريات الطبيعية التي تعوض الصائم ما فقده خلال النهار، إضافة الى انه مفيد للمعدة ويهدئ القولون ويسهل من عملية الهضم، اضافة الى انه يحلي الفم ويبرد القلب.
ويتميز هذا النوع من العصير بطعم الزبيب الأسود الحلو ونكهة النعناع ولونه البنفسجي المسود، حيث يباع في محلات تختص بإنتاجه في أقداح زجاج او كاسات معدنية تراثية ويوضع داخل اناء كبير من الفافون المرسوم عناقيد العنب والزبيب.
وبالرغم من ازدياد العصائر المستورد او المحلية الجاهزة والمعبئة في قناني او علب او على شكل مسحوق جاف او مركزة، الا ان شربت الزبيب يحفظ بمكانته لدى الموصليين وعلى مائدة إفطارهم، وتكون العصائر الجاهزة ثانوية للتناول.
يقول عماد يحيى، 44 عاما، لوكالة (أصوات العراق) إن “أُفضل انواع الشراب هو شربت الزبيب الطبيعي”، مبيناً انه يعرف “كيف يصنع وانه يخلو من المواد المضافة، اما العصير المستورد فلا نعرف مصدره او المواد التي صنع منها فضلا عن ان طعم شربت الزبيب مميز بمذاقه الحلو اما بعض العصائر فان مذاقها يميل للحموضة”.
ويشير الى انه يسمع “عدة تحذيرات عن بعض أنواع العصائر كونها تحوي مواد مسرطنة او غير صالحة للشرب من قبل الأطفال او المرضى ، لكنه لم يسمع عن شربت الزبيب إلا فوائد”.
وتنتشر في مدينة الموصل الكثير من محلات شربت الزبيب والتي يتم انتاجها محلياً داخل المحال، وهناك اماكن مشهورة بصناعته مثل شربت زبيب طه، والملا، والصباح، والإخلاص ولها تاريخ على امتداد عشرات السنين ولكل منها طريقته الخاصة في إعداد الشربت الذي يصنع داخل المحال في مكان معزول عن مكان البيع.
صباح ابو الشربت صاحب محل الصباح انهمك مع العاملين في المحل على إعداد أنواع الشرابت والعصير وأبرزها شربت الزبيب حيث الإقبال الشديد عليه وتزاحم الناس على المحال.
يقول لوكالة ( أصوات العراق) محلنا منذ 35 يعمل على شربت الزبيب في هذا المحال، وطريقة صناعة شربت الزبيب صباح “نأتي بالزبيب ويدعى في لهجتنا (الطحلك)، ثم نقوم بتنظيفه من الشوائب، بعدها نأتي بالنعناع ونقوم بتنظيفه أيضا”.
واضاف انه يقوم “بخلط الطحلك والنعناع ويدخلهما للعصر في ماكنة شبيهة بماكنة ثرم اللحم التقيلدية، والناتج يتم تخميره لليوم الثاني ثم يوضع بأكياس مصنوعة من الجنفاص الخشن تدعى (الشالات) لكي يصفى العصير ويتم خلالها اضافة القليل من الماء والسكر لتخفيفه وإعطاء الطعم الحلو، والقليل من الصبغة لإعطاء اللون المميز له”.
ويوضح انه “في الموصل لكل صاحب محل خصوصا القدماء لهم طريقتهم الخاصة في إعداد الشربت والمواد التي ياتون منها من عدة أماكن ولكل مكان له طعمه الخاص”.
ويضيف انه في “شهر رمضان يقوم بزيادة إنتاجه من الشربت بسبب تضاعف الطلب عليه عدة مرات من قبل الموصليين لانه في الايام العادية قد يتناول الشخص قدح او اكثر كل أسبوع، بينما في أيام شهر رمضان يتم شراء كيس او اكثر للعائلة الواحدة ما يتطلب منا زيادة انتاجه”.