لندن - رويترز
لن يؤدي انقاذ الولايات المتحدة لبحار امريكي الى ردع القراصنة الصوماليين الذين يحتجزون 260 رهينة، ولكنه من المرجح أن يجعل حوادث الخطف المستقبلية اكثر عنفا، مما يعقد جهود ترويض البحار التي ينعدم فيها القانون الواقعة قبالة منطقة القرن الافريقي، نقلا عن تقرير الثلاثاء 14-4-2009.
ولا يتوقع خبراء اقليميون أن تتبع واشنطن العملية التي قامت بها الاحد الماضي بهجوم على معاقل القراصنة على الشاطيء لانهاء تحديهم لاسطول دولي من الدوريات البحرية، ذلك أن هذا لن يعرض 260 رهينة آخرين للخطر فحسب، بل قد يفيد ايضا المتشددين الاسلاميين، ويقلل من نفوذ واشنطن في جهود تحقيق السلام التي تظل الحل الوحيد على المدى الطويل لاعادة بناء اكثر دول العالم فشلا وهي الصومال.
وقال خبراء إن اي خطوة لتطبيق النهج الامريكي الاجمالي تجاه الصومال عقب مقتل ثلاثة قراصنة في عملية الانقاذ التي جرت يوم الاحد تحمل خطر تعزيز المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في البلاد المتشككة بشدة بالفعل في دوافع الولايات المتحدة.
وقد يعقد هذا بدوره توفير الدعم الدولي لحكومة انتقالية وليدة تحاول تقوية سلطتها وانهاء 18 عاما من الفوضى المسلحة.
<table dir=ltr style="BACKGROUND: url(http://media.alarabiya.net/img/pix_tbl.gif) repeat-y left bottom; MARGIN: 0px 0px 0px 10px" height=0 cellSpacing=0 cellPadding=0 width=181 align=right border=0><tr><td vAlign=top align=left width=14></IMG></TD> <td vAlign=top align=left width=167><table height=0 cellSpacing=0 cellPadding=0 width=160 align=left border=0><tr><td align=left><table height=0 cellSpacing=0 cellPadding=0 width=155 border=0><tr><td width=165 colSpan=2>[url=https://sayfalbtar.yoo7.com/javascript:display_mm('http://images.alarabiya.net/us-hostage-by-pirates_2382_133.jpg','images', 'jpg', escape('الرهينة الامريكي المحرر فليبس وزوجته'));]</IMG>[/url]</TD></TR> <tr><td vAlign=top align=right width=150>الرهينة الامريكي المحرر فليبس وزوجته </TD> <td vAlign=top align=right width=15></IMG></TD></TR></TABLE></TD></TR></TABLE></TD></TR> <tr><td vAlign=bottom align=left width=14></IMG></TD> <td align=right width=167></IMG></IMG></TD></TR></TABLE> ومن جانبه، يدرك الحيش الامريكي مخاطر التصعيد وقال نائب الاميرال بيل جورتني قائد الاسطول الخامس بالبحرية الامريكية، الذي يتخذ من البحرين مقرا له، عن عملية الانقاذ: "من الممكن أن يؤدي هذا الى تصعيد العنف في هذا الجزء من العالم، لا شك في هذا".
في مقديشو ،يقول حسن محمد الناشط بشبكة السلام وحقوق الانسان ان قيام الولايات المتحدة بمزيد من العمل المسلح ضد القراصنة سوف يثير توترات سياسية ملتهبة بالفعل بسبب الاحتلال الاثيوبي الذي دام عامين ولم ينته الا في يناير/ كانون الثاني.
وأضاف بالهاتف من مقديشو أن "أفضل حل هو دعم الحكومة الصومالية بحيث تستطيع التحرك ضد القراصنة. اذا تم هذا يمكن تدمير القراصنة".
وتابع قائلا //صحيح أن الصوماليين لا يريدون مشاكل القرصنة هذه. المجرمون الذين كانوا يخلقون المشاكل للناس على الارض بنقاط التفتيش التي كانوا يقيمونها، يخلقون لنا المشاكل الآن في البحر".
واستطرد قائلا: "لكن الامريكيين غير مرحب بهم في الصومال منذ دعموا الغزو الاثيوبي. الشعور هو أن الامريكيين يريدون تدميرنا الشعور أن امريكا لا تريد أن تقف الصومال على قدميها".
وقال ان السبيل الامثل حتى تقمع واشنطن القرصنة قبالة سواحل الصومال هو مساعدة البلاد على تحقيق الاستقرار على البر، حيث تواجه حكومة مؤقتة جديدة يقودها اسلامي معتدل هجمات من قبل جماعة الشباب المسلحة المتحالفة مع تنظيم القاعدة
وكان العدو الرئيسي لجماعة الشباب حتى نهاية يناير/كانون الثاني قوة احتلال اثيوبية أرسلت الى البلاد بموافقة امريكية ضمنية عام 2006 لسحق نشاط القاعدة المفترض.
ويقول خبراء ان القراصنة يعون جيدا أنهم سيتسببون في عقاب غربي مؤلم اذا تحالفوا مع الشباب.
وذكر خبير الشأن الصومالي كين مانخاوس في منتدى نقاشي على شبكة الانترنت استضافته صحيفة واشنطن بوست ان "القراصنة يعلمون أنهم اذا تحالفوا مع القاعدة او الشباب سيغير هذا سير اللعبة".
ويرى محللون أنه حتى على المدى القصير لن تفيد زيادة الجهود العسكرية الغربية ضد القراصنة بشيء يذكر عمليا لوقف تجارة الفديات المربحة، باعتبار أن مساحات البحار شاسعة للغاية بحيث لا يمكن القيام بدوريات بفعالية، كما أن الحوافز للقراصنة والمصالح التجارية المحلية التي يخدمونها كبيرة للغاية.
وقال اكاديمي صومالي في مقديشو: "الصوماليون لا تخيفهم القوة الامريكية، ثقافة الانتقام سائدة هنا، هؤلاء الرجال لن يضعفوا".
وأضاف الخبير الذي طلب عدم نشر اسمه لاسباب أمنية أن "المشكلة الامريكية دوما كانت حلا قصير الامد وسريعا ويعتمد على استخدام القوة هذا لا يحل القضية الاساسية".
وأوضح أن على واشنطن أن تبذل مزيدا من الجهد لمساعدة الحكومة الجديدة على فرض حكمها، ومواجهة مخاوف من أنها متواطئة سرا مع العملاق الاقليمي اثيوبيا عدو الصومال التاريخي.
وإلى ذلك، قال الكوماندر كريس ديفيز من القيادة البحرية التابعة لحلف شمال الاطلسي، وهي القوة التي تكافح القرصنة الصومالية، انه سيتم تطويع الرد الغربي وفق ما تملي الظروف، لكن من غير المرجح اجراء تغييرات كبيرة في السياسة.
وأضاف: "حتى الآن ليست المسألة سياسية، إنها تجارة رابحة تلك هي الرسالة التي استوعبناها، النسق كان أن الرهائن كانوا يعاملون معاملة جيدة جدا على نطاق كبير".
وتابع قائلا: "من الممكن تسليح السفن التجارية، لكن لهذا مشاكل قانونية ومن يدري أن القراصنة لن يصعدوا الموقف حينذاك لديهم الاموال لشراء مزيد من الاسلحة".
وقال ان على السفن مواصلة اتباع توجيهات الصناعة التي تهدف الى تقليل تعرضها للهجوم مثل "ابلاغ السلطات البحرية بالرحلات، واستخدام ممر العبور الرسمي المعترف به دوليا (خليج عدن)، واستعمال السرعة، وتنفيذ مناورات، وتوظيف مدفع المياه لصد الهجمات، والاهتمام بتنفيذ مراقبة جيدة". |