أطباء بغزة: حواجز الاستخبارات تمنعنا من دخول مستشفيات إسرائيل

غزة- يوسف صادق

قال أطباء ومسؤولون في قطاع الصحة الفلسطينية إن المستشفيات الإسرائيلية تنتهج سياسة تضييق الخناق والمماطلة مع المرضى الفلسطينيين، وإطالة الفترة التي يسمح بموجبها دخول الأراضي الإسرائيلية والعلاج داخل مستشفياتهم، الأمر الذي يؤدي إلى تعرض هؤلاء المرضى لاحتمالات الوفاة بشكل أكبر، فضلاً عن المساومة في التعامل مع إسرائيل لهؤلاء الجرحى والمرضى.

ويعاني طبيب الأطفال الدكتور احمد شاهين منذ سنتين من معالجة إبنه عثمان "سنتان ونصف" بعد إصابته بمضاعفات حقنة تطعيم وهو في عمر 6 أشهر، في إحدى مستشفيات غزة، ما سببت في شلل نصفي للطفل.

وقال الدكتور شاهين الذي يعمل في أحد مستشفيات غزة لـ"العربية.نت": كان بإمكان الطفل عثمان أن يتعافى لو حصل على تصريح يسمح له بدخول الأراضي الإسرائيلية والعلاج في مستشفياتها (..) لكن انتظرنا أشهر عديدة حتى ردت علينا إحدى المستشفيات بالموافقة على علاج الطفل".

ويحتاج أي مريض من سكان قطاع غزة للمعالجة في المستشفيات الإسرائيلية تصريحاً أمنياً من المخابرات الإسرائيلية للسماح له بعبور حاجز بيت حانون "إيرز" بين قطاع غزة والأراضي الإسرائيلية، والتي يتحكم به الجيش الإسرائيلي.

</IMG>

تضييق بعد الانتفاضة

وأضاف شاهين "جاءت الموافقة من أحد المستشفيات الإسرائيلية لمعالجة طفلي، متزامنة مع الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي اندلعت ضد قطاع غزة، لكنهم أعادوا عثمان وأمه إلى غزة بحجة أن الموعد لم يحن، وأنه باقي ثلاثة أيام على الموعد المقرر لدخول المستشفى وإجراء الفحوصات اللازمة له، فأضطرت زوجتي للعودة إلى قطاع غزة وإنتظار الموعد. وحتى اللحظة، فإن السلطات الإسرائيلية تمنعها الآن من دخول الأراضي الإسرائيلية من جديد".

ودأب الفلسطينيون على العلاج في المستشفيات الإسرائيلية المختلفة منذ إحتلالها لأراضي الـ 67، لكن إسرائيل بدأت بتضييق الخناق عليهم مع بداية إنتفاضة الأقصى التي إندلعت في العام 2000، واستغلت المخابرات الإسرائيلية حاجة هؤلاء المرضى للعلاج عندهم بمقايضتهم بالتخابر معها والسماح لهم بالعلاج.

وتعتبر إسرائيل متطورة علمياً في المجال الصحي مقارنة بالوضع الفلسطيني الذي يعاني نقص حاد في الأجهزة الطبية الحديثة والمعامل التحليلية المتطورة.

من جانبه أكد مدير العلاقات العامة في وزارة الصحة في غزة همام نسمان، أن جمعية أطباء إسرائيلية تضم العديد من الأطباء الإسرائيليين وفلسطينيي الداخل، كشفت في العام الماضي شهادات حيّة لمرضى فلسطينيين تساومهم المخابرات الإسرائيلية.

وقال نسمان لـ"العربية.نت" "أخبرنا العديد من المرضى أن المخابرات تستجوبهم عند معبر بيت حانون (إيرز)، قبل ذهابهم إلى المستشفيات الإسرائيلية، وتساومهم بإستمرار علاجهم في المرات القادمة مقابل إعطائهم معلومات أمنية حول المقاومة الفلسطينية".

وأضاف مدير العلاقات العامة في وزارة الصحة بغزة "إذا ما نوهنا لهذا الموضوع في المحافل المختلفة، فإن المجتمع الدولي لن يأخذ بكلامنا وشهادات المرضى التي تؤكد ذلك، لكن الحمد الله فإن الجمعية الإسرائيلية الطبية هي من باشرت بكشف الأمر، عندما أكدت في مؤتمرين صحافيين خلال العام الماضي أن المخابرات الإسرائيلية تستغل حاجة هؤلاء المرضى الفلسطينيين للتخابر معها".

وبدوره قال والد الطفل شاهين "المشكلة أن المرضي تسوء حالتهم شيئاً فشيئاً في ظل المماطلات والحجج المختلفة التي تتذرع بها المستشفيات أو المخابرات الإسرائيلية، لرفض هؤلاء المرضي، مع العلم أنه لا يتم تحويل المرضى الفلسطينيون إلى المستشفيات الإسرائيلية، إلا في الحالات التي تستعصي على الأطباء الفلسطينيين".

وأكد الدكتور احمد شاهين لـ"العربية.نت" أن حالة إبنه كان بالإمكان إنقاذها "لو تمت متابعتها منذ بدايتها داخل المستشفيات الإسرائيلية.

وقال "مضاعفات إبرة التطعيم أدت إلى إصابته بشلل نصفي بعد شهر تقريباً من إصابته".

وقال شاهين إن القناة الإسرائيلية الثانية كانت قد أجرت تقريراً مطولاً خلال وجود إبني داخل إسرائيل. وقال "تعمدوا أن يقارنوا علاجهم للأطفال الفلسطينيين في حين فإننا نطلق عليهم الصواريخ".

وأضاف: "سألني مراسل القناة الإسرائيلية الثانية عن رأي في ذلك، فأجبته أنني كنت في يوغسلافيا عندما كانت الحرب في البوسنة.. ولقد تبرعت بدمي لجندي صربي كان قد أصيب خلال الحرب ودخل المستشفى التي أعمل بها ولم يجد دماً مطابقاً لدمه"، معتبراً أن الحالات الإنسانية يجب أن تكون بعيداً عن السياسة أو الانتماء الشخصي أو العرق والدين.

</IMG>

حالات

وفي السياق الأمني، أكد عبد الرحمن (26 عاماً) أحد المرضى الفلسطينيين الذين تلقوا علاجاً مبدئياً في مستشفيات إسرائيل، أن المخابرات الإسرائيلية طالبته بالتخابر معها. وقال للعربية.نت "طلبوا منى نقل معلومات عادية حول الحي الذي أسكنه، حتى يسمحوا لي بالوصول للمستشفيات الإسرائيلية والعلاج فيها (..) لكنني أعلم أنهم يستدرجوني إلى معلومات أخطر وأكبر في حال وافقت على نقل معلومات عادية".

وأضاف عبد الرحمن الذي فضل عدم الكشف عن اسم عائلته، "يستغلون حاجتنا للوصول إلى مستشفياتهم لمقايضتنا بالتخابر معهم ونقل معلومات عن أماكن وجود المقاومين وأماكن تخزين السلاح (..) يريدوننا أن نقتل إخواننا بأيدينا".

وتوفي العديد من الفلسطينيين بسبب منعهم من دخول إسرائيل والوصول إلى المستشفيات الإسرائيلية، لكن الكثير ممن وصل إليهم تعافوا بشكل جيد وانخرطوا في حياتهم بشكل كامل. ويأمل والد الطفل عثمان شاهين أن توافق المستشفيات الإسرائيلية من جديد بالسماح لابنه بإجراء التحاليل اللازمة ومعالجته.

تبا تبا تبا للاسرائيل

والنصر لفلسطين

السيف البتار
شاكرة تواجدك الجميل بصفحتي
ودي وحبي