سرطان الثدي يمكن معالجته

في بلدان اميركا الجنوبية تزداد بشكل ملفت للنظر اصابات النساء بسرطان الثدي ، ورغم انه يعد من اسهل انواع السرطانيات التي يمكن معالجتها والشفاء منها الا ان عدد النساء اللواتي يفارقن الحياة بسبب عدم اكتشافه بوقت مبكر، ما يجعله السبب الخامس للوفيات بين النساء بعد سرطان الرئة والمعدة والامعاء والرحم .
ولقد ارتفعت نسبة الاصابات بهذا المرض الخبيث في العشرين سنة الماضية في بلدان اميركا الجنوبية الى اكثر من 13 في المئة، وحسب ارقام منظمة الصحة العالمية فان عدد الوفيات بسبب الاصابة بمرض سرطان الثدي في عام 2007 على مستوى العالم وصل الى مليونين ومن المتوقع تسجيل 1.35 مليون اصابة جديدة مع مطلع عام 2010، اكثر من النصف يشكل الاصابة بسرطان الثدي.

واشارت نفس البيانات الى ان النسبة الاعلى للاصابة بسرطان الثدي هو في البلدان الصناعية، ففي اوربا وصل العدد الى 460 الف وفي اميركا الشمالية الى 330 الف وفي استراليا ونيوزيلندا الى 71 الف واقل نسبة هي في الصين 11 الف بينما اشارت الارقام الاخيرة الى وجود 170 الف اصابة سنويا في بلدان اميركا الجنوبية، والنسبة الاعلى هي في الارجنتين وشيلي واوروغواي وجنوب البرازيل.
ولقد فقد لاعب كرة القدم الشهير بيلي ابنته غير الشرعية ساندرا ارينتيس دو ناسكيمنتو قبل عام بسبب اصابتها بسرطان الثدي ولم تبلغ بعد ال32 من العمر ومعاناتها طالت اكثر من عام.

والوسيلة الوحيدة لدرء خطر سرطان الثدى هو اكتشافه في المراحل المبكرة. فحسب احصائية دائرة الصحة التابعة لمنظمة بلدان اميركا تموت بسبب هذا المرض 50 امرأة يوميا في بلدان اميركا الجنوبية. لكن يمكن تجنب ثلث حالات الاصابة بالامراض السرطانية والثلث الاخر يمكن الشفاء منه عبر الوقاية او الاكتشاف المبكر، ومن ضمنه سرطان الثدي.
واشد الفترات صعوبة لدى المرأة هي وقت الانتظار للحصول على نتيجة فحص الاشعة او التحاليل المخبرية للخزعة، حيث يتملكها الخوف من الخبر الذي سيزفه اليها الطبيب. لكن العديد من الاطباء ينصحون بعدم تصديق اول نتيجة وعلى الطبيب النسائي ارسال مريضته الى مختبر تصوير اشعة اخر لاجراء ما يسمى بتصوير الثدي بالاشعة فوق الصوتية(( Mamographie وهو فحص مزعج بعض الشيء لان الثدي يوضع بين لوحين زجاجين شفافين يضغطان عليه كي يصوّر حتى اصغر نسيج ويكشف اذا ما كان هناك تراكمات نسيجية، لكن وجود هذه التراكمات لا يعني دائما انه ورم سرطاني خبيث .

و في هذا الصدد قال الدكتور اورلاندو اوريبي الطبيب النسائي في العاصمة سان خوسيه ويعمل ايضا من مؤسسة "الكشف المبكر عن سرطان الثدي" لايلاف ان التشخيص المبكر لمرض السرطان افضل بكثير من علاج جيد له اذا ما اكتشف متأخرا، لذا فان العديد من المستشفيات تركز حاليا على ذلك عبر حملات توعية واسعة لحث المرأة على اجراء صورة اشعة بشكل منتظم والذهاب مرة كل عام على الاقل الى طبيب نسائي لفحص الثدي باليد ،والقيام بنفسها كل شهر بفحص ثدييها بناء على شرح في منشورات اصبحت توزعها
منظمة الدول الاميركية والتي تحذر بدورها من استئصال الثدي نتيجة تشخيص خاطئ والعمل لتوفير اجهزة للكشف المبكر عن سرطان الثدي في بلدان المنظمة.

ويعطي الدكتور اوريبي أهمية لفحص كل امراة ثدييها بنفسها بشكل منتظم وصحيح كل شهر . فعبر تمرير اصابع اليدين على كل جزء من الثدي بامكانها التمييز اذا ما كان هناك تغير للانسجة او ورم ولو بسيط ويجب القيام بعملية التحسس بعد اول اسبوع من الدورة الشهرية وليس قبل ذلك لان الثدي في هذه الفترة يكون ممتلئا بالماء.
وذكر باهمية المعاينة الطبية لان حجم هذا الورم بالملمترات ومن الصعب تلمسه باليد. ولان نسبة الاصابة بمرض سرطان الثدي تصل الى العشرة في المائة من جملة الاصابات بالسرطان ينصح باجراء صورة اشعة سريعة عند وقوع شك مع فحص طبيب اختصاصي لغدد الليفوية والجلد.
وحذر هو ايضا من التشخيص الخاطئ الذي يؤدي سنويا في بلدان اميركا الجنوبية الى استئصال مائة الف ثدي لا يكون مصابا بورم خبيث، والسبب في ذلك قدم اجهزة الاشعة المستخدمة او عدم دقة قراءة الطبيب للورم او التغيير الحاصل في الانسجة.
وينوه الطبيب الكوستاريكي بان النساء ما بين سن ال45 و69 معرضات اكثر من الشابات للاصابة بمرض سرطان الثدي، لذا يجب اجراء صورة اشعة كل 12 شهرا لان خطر الاصابة مرتفع لدى هذه المجموعة.
وينبه النساء في كل الاعمار الى ناحية مهمة جدا وهي وجوب اجراء صورة الاشعة للثدي عند اختصاصي تتوفر لديه كفاءة عالية ويملك اجهزة حديثة، فهناك اطباء خبرتهم غير كافية واجهزتهم قديمة ويعطون في اغلب الاحيان نتائج خاطئة عن وجود ورم لذا تجرى مائة الف عملية استئصال الثدي لا داعي لها.

ولقد وفر التطور الصناعي في السنوات الاخيرة اجهزة تصوير تستطيع الكشف عن خلايا حجمها اقل من خمسة ملم، أي في مراحل مبكرة جدا مما يرفع كثيرا نسبة الشفاء، من هذه الاجهزة جهاز تصوير رقمي. فاثناء التصوير يفحص الطبيب صور الثدي التي تُظهر على المونيتور كل نسيج فيه، وبامكانه خلال الفحص تكبير كل جزء يشك فيه حتى الاربعة اضعاف للكشف عن أي تغيير.
وهناك جهاز جديد منافس له تستخدمه حاليا بعض المستشفات والعيادات الخاصة في الارجنيتن وتشيلي والبرازيل يصور الثدي بالابعاد الثلاثة ويعطي صورة متكاملة عن كل نسيج واطلق عليه
اسم ultraschal-diagnostic, أي انه بع. الاجهزة التقليدية التي تصور عاموديا وقد لا تنقل صورة متكاملة عن الثدي.
ويساعد هذا الجهاز الطبيب في الكشف عن أي ورم لدى النساء بخاصة اللواتي لهن انسجة ثدي سميكة ،ويخفف على المريضة الالم الناتج عن حشر الثدي بين لوحين زجاجيين شفافين عند التصوير الاشعاعي.
وعملية التصوير بواسطة هذا الجهاز بسيطة جدا، فما على المريضة الا الاستلقاء على بطنها ليسقط ثديها في جيب فيه جهاز اشعة فوق الصوتية. وفي الجيب جهاز على شكل U مركز على قاعدة يحمل قطبي ارسال والتقاط يدور حول الثدي لينقل صورا لكل جانبا منه.
ويلتقط الطبيب اشارتين من داخل الثدي ، واحدة من قطب الارسال ( يسارا) تلتقط ذبذبات تشير الى وجود ورم في الداخل تُحول اليه عبر قطب الالتقاط الى معلومات عن شكله وتكوينه وحجمه. بعدها يحلل جهاز
حساس ( في اليمين) في الجهة المقابلة هذه المعلومات لتحديد ما اذا كان الورم خبيثا ام عاديا.
والجانب الايجابي في هذا الجهاز انه يحمي المرأة من التعرض للاشعاع الذي تبثه صور الاشعة العادية.