[b]صدى الطفولة
ألعاب جميلة لا تنسى أبدا تتغلغل في أعماق الخيال ولها الحظوة الأولى في سجل الذاكرة والتي تبقى حية في خيالها وراسخة في أعماقها وهي الأجمل على الإطلاق من كل الذكريات إنها ألعاب الطفولة التي ارتبطت بحياة الأجيال الناشئة في بلدتنا الجميلة مشتى الحلو حيث كانت هناك مساحة واسعة جدا من الألعاب تتوزع على الإناث والذكور وهي بصورة عامة تعتمد على سرعة الحركة والرشاقة وسرعة البديهة والقوة البد نية ... ونذكر منها ألعاب تختص بالذكور وتتوزع بين ألعاب فردية وجماعية وهي على سبيل المثال :
دبحنا العنز
الاسير
طبور الحمام
جميل الطويل
عرباية حنتور
السّمركة
قالت أمه سندوه
خرج الفلاح
النبوت
عسكر وحرامية
فشختين وقمزة
البلبل
أما الألعاب الناعمة التي كانت تختص بالبنات فهي :
الدويحة
الحبلة
الجكز
وهذه الألعاب كانت تمارس وتتوزع حسب طبيعتها على فصول السنة الأربعة حيث يمارسها الصغار من سن خمسة عشر سنة فما دون ... وهذه الألعاب حرة غير موجهة تعتمد على الذات وعلى الجماعة وتثير الحماسة وتزكي الروح التنافسية بين الأفرقاء اللاعبين.
وفي تلك الفترة بالذات كانت هناك ألعاب الكرات من كرة القدم التي كان لها عدة فرق في المشتى تتنافس فيما بينها إلى كرة اليد التي تميزت بها المشتى واستطاع لاعبوها تحقيق انتصارات في أغلب المباريات التي خاضوها وكان اللافت حينذاك هذا التشجيع الشعبي من أهالي المنطقة ودعمهم ومؤازرتهم للاعبين.......
ويلاحظ بأن هذه الفضاءات التي كانت متاحة لممارسة الرياضة والألعاب تغطي فترة اليفاعة والمراهقة التي تتميز بالطاقة المختزنة والحساسية المفرطة للفرد المراهق التي تجد ذاتها بشكل إيجابي في هذه الأنواع من الرياضات والألعاب وإذا كان هناك من فراغ فهو للاستمتاع بالراحة ..
ولسوء حظ هذه الأجيال فقد تراجعت هذه الألعاب والرياضات بشكل كبير بل واندثر بعضها بحيث طغت المعاناة من هذا الفراغ المخيف على الأجيال الناشئة في ظل ظروف بيتية صعبة
فجاء الكومبيوتر الذي يحتاج إلى فترة جلوس طويلة وبدون حركة أمام هذه الآلة السحرية التي أصبحت هي الصديق الدائم الذي لا يمكن الاستغناء عنه مما يجعل الفرد يعيش حالة من الانعزالية والوهم والبعد عن الواقع الاجتماعي.
إضافة للجوانب السلبية التي تأتي مع السياحة وسرعة انجراف الناشئة وانغماسها في هذه السلبيات التي تؤدي بدورها إلى الانحراف وإتباع السلوك المعوج.......
لهذا فالحل يكمن في إيجاد ما يملئ فراغ هذه الناشئة بالشكل الإيجابي ويتطلب ذلك وجود منشآت مختلفة تهتم بالفن والأدب والرياضة لأهميتها في إعداد أجيال قوية واعية سليمة فالذي نلاحظه ونراه هو هذا التطور الملفت لعمارة الحجر والإهمال المطلق لعمارة البشر فمما يحز في النفس هو رؤية هؤلاء الأطفال وهم يلعبون الكرة في الشوارع بين السيارات ولا مكان لديهم ليلعبوا فيه لذا نتمنى أن نجتهد في بناء النفس وعمارة البشر مثلما نجتهد في ملئ الجيوب وعمارة الحجر فالإنسان هو الأسمى وهو قيمة القيم.