يا روح قلبي الضعيف
أني لا أقوى على
سرد حروفي تلك
لأني ضعيف البدن والقلب
يا روح عني لا تغادري
ولا ترحلي عني
فتذكرة سفري إليك غالية
وكيف هي تلك الرحلة
إليك لا اعلم ..
جلست بغرفتي وحيدا
على سريري بتلك
الزاوية المظلمة
ابعث أشواقي لأحبائي
الذي سأرحل عنهم يوما ما
لا اعلم متى وكيف وأين
ولكني سأدفع ثمن
تذكرتي من ألان
حتى لا تفوتني رحلة إلى قبري ..
غفوت بتلك اللحظة
أحسست إن جسمي
قد تاه بعالم غير عالمي
قد يكون حلم
أو يكون سفر إلى عالم
الروح والشوق الإلهي
الذي حتما هو قادم ..
تفتح الباب أمي
لتوقظني من النوم
أحس بصوتها وهي تناديني
ولكني لا أقوى الحراك
أو الرد عليها
قم يا حبيبي
قم يا أبني
حان وقت عملك ألا تريد النهوض؟
فاليوم ليس بالجمعة حتى تنام
ولكن ..
تنادي أمي أبى
حتى أستيقظ
ولكن لا أتحرك
ولا شيء يذكر
اسمعهم ولكن
لا اعلم كيف أرد عليهم
فلساني قد ثقل
أحس بشلل يسري
بجسمي ولساني
لكني مع ذلك اسمعهم !!
يأتي آخي وأختي
وتجمعا جميعهم نحوي
صرخة تتلوها صرخات
تحركني أمي ويهزني أبى
لكني لا أتحرك اسمع صوت
خالي خالتي عمي عمتي
أصدقائي حولي وأنا لا اعرف
ما الذي حدث ..
يحملوني بسيارة أبى
اسمعهم يقولون لنذهب
به للمستشفى
قد تكون غيبوبة
ولكنهم !!
لا يعلمون أنى قد قطعت
تذكرة سفري
وبالمستشفى اسمعهم
يصرخون جميعهم
وأنا مندهش من أمرهم
ما الذي حدث ولما هم يصرخون
يدخلا بي غرفة مليئة بالأجهزة
لا اعلم ما بها يضعون أشياء
على صدري تهزني وأنا لا أتحرك
حتى أتاهم نبئ موتي نبئ
موتي صاعقة هي على
من سمع ذلك الخبر ..
أختي فاقدة الوعي
أمي لا حول لها ولا قوة
أبى كسر جناحه
أخي تحسف على أمري
وكلهم يبكون بطريقة
هستيرية وبشكل جنوني
وأنا اسمعهم أحاول النهوض
ولكن دون جدوى !!
ينقلونني بسيارة إلى غرفة أخرى
ويحملوني جميعهم
أحس ببرودة شديدة
أحس نفسي عريانا
انهم يغسلونني
ولما هم يغسلوني لهذه الدرجة
لا أستطيع الحراك
حتى أقوم بنفسي لاستحم ..
وبعدها أراهم يغطونني
بتلك القماش البيضاء
غطو جسمي بأكمله
كأني طفل في أسبوعه الأول
حتى لفوا الخيط على جسمي
كأنهم لا يريدونني أن أتحرك
أو أقوم من نومي ..
وبتلك اللحظات يحركونني
ويدخلوني داخل صندوق
ويمشون بي مسافة طويلة
كان الجو حاراً ذلك اليوم
وهم يصرخون ويهتفون
ومن أحد الفتحات
انظر لأبى وأخي
وكلهم يبكون ولم
اعرف ما الذي حدث
ولما كل هذا البكاء ..
ويصمت الجميع بهذه اللحظة
وأنا بحيرة من أمري
ولما سكت الجميع
مع أنين لبكاء ونحيب
أحدهم كان يصلي
وكانوا هم يرددون
معه تلك الآيات والدعوات
حتى أخذوني على
إعتاقهم مرة أخرى
ولكن هذه المرة أنى
أتأرجح يمينً ويسارا
حتى أنزلوني مرة أخرى
وزاد البكاء هنا اكثر فاكثر ..
اسمع صوت حافرا يحفر
وجميعهم اجتمعوا نحو
الحفرة حتى أنزلوني
بظلمة تلك الحفرة
وكان المكان مظلما
خافتا مخيفا مليء
بالتراب حتى غطوني به
وبالحجارة ضغطوها علي
أحس نفسي بسجن غريب
أريد الخروج منه ولكن لا أستطيع
فالرمل كان ثقيل والحجارة اثقل ..
رحل الجميع بلحظات
اسمعهم يبكون
وغيرهم يضحكون
وبعضهم تعب من البكاء
رحلوا يا الهي رحلوا
وجعلوني وحيدا هنا
لا صوت اسمع أنى خائف جدا
خائف
لا اعرف ما الذي سيحصل بي ..
آه من تذكرة سفري
أريد الرجوع
لا أريد أن أسافر
وبعدها بقليل
اسمع صوت أمي تناديني
قم حبيبي
قم مالك منزعج
وهاك كأس من الماء
حتى تصلي على محمد وآل محمد
كأنك تحلم يا بني قم
فعلا انه كان حلما مخيفا يا أمي
آآآآه مخيف نعم أفقت من نومي
وأنا في خوف من حلمي
هذا وسفري لعالم الآخرة ..