عندما اريد البكاء

أريد البكاء فقد ضاق بي السكوت
أريد البكاء و كفاني تغاضي عن الآلام
كفاني وسجن العبرات…
كفاني ومحاولة اغتيال الحزن الذي يريد أن يشق طريقه للظهور
كفاني ومحاولة وئد الصرخة التي يتأجج بركانها في داخلي
فأنا اليوم أريد البكاء وأريد وأريد

**************

لقد استيقظت بعد سبات كنت قد أسميته حكم العقل
لأجد نفسي حطام
أناجى الصوت فيأبى الكلام
أناجي الدموع فتأبى العيون
أريد التوسل فلا أذكر عباراته
اطلب السماح فأجهل معنى الاعتذار
فياله من قرار
أدركت بعد فوات الأوان أن لا سبيل للاعتذار
لقد استسلمت لقرارات عقلي العنيد
فياله من قرار
لم أكن أعرف أن العقل والقلب يدان لا تصفق أحداهما دون الأخرى
كان لابد من أحد أن يخبرني هذا الحقيقة مرة ثم أخرى ثم أخرى

فأرجو السماح أيها العقل العنيد
أنا اليوم أريد البكاء وأريد وأريد
ولن تردعني مصطلحات القوة والموضوعية والواقعية والصلابة بعد الآن
وسأبكي بكل سخاء وكرم كل شي وددت البكاء يوما من أجله

***********

سأبكيك يابلادي
يا موطني الحبيب
سأبكيك يا أرض مولدي يا بيتنا الحبيب
و سأبكي ذلك اليوم المشؤوم..يوم الرحيل
يوم فصلت روحي عن جسدي
وحثني عقلي على متابعة المسير
ورجاني قلبي ان أعود
ولكني لم أعود..
وآه كم وددت أن أعود..
وآه كم أود أن أعود..

آه كم أود أن أعود لأقبل كل شبر فيك يا بيتنا الحبيب
لأحتضن كل الزوايا التي عشت فيها طفولتي
كل الحنايا التي شهدت دموعي و ابتساماتي وخوفي
تلك التفاصيل الصغيرة التي صببت بين حافاتها روحي
وعندما قررت الرحيل أبت روحي الرحيل…فغادرت بلا روح

وهاأنا بلا روح
وبلا حياة
فما طابت لي الحياة يوما على ارض غير أرضك يا بلادي
نعم يا موطني الحبيب .. لا تدع ابتسامتي الفاترة تخدعك
فما هي إلا صرخة مبتورة أخرستها مذلة الغربة
فكل شي هنا عني غريب
ولا أحد يسمع شكواي كما كان ليلك يسمعني…
ولا دفئا يحتويني كما احتوتني لسعات شتاءك وضربات صيفك…
وما من قمر يدعني أتخيل فيه صورة الحبيب كما كان قمر لياليك يساير حماقاتي
فلا شيء هنا استطاع يوما أن يهدئ البركان الذي يفور بداخلي شوقا لك..وغضبا من حظي التعيس..

وكل شيء هنا بعيدا عنك جامد بلا ملامح أو روح ..حتى أنا من دون روح

*********

ماذا بعد أود أن أقول لك..
احبك و احبك و احبك حتى النخاع

لقد مللت يا موطني..
مللت هذا العذاب ..
مللت هذا الحرمان..
حتى كتاباتي
كلها تبدأ بفكرة و تنتهي دوما عند نفس الفكرة..
فكلها دائما تنتهي عند شوقي و حبي لك و مرارة هذه الغربة
وكل مرة أحاول جاهدة أن أحيد بقلمي عن هذا المسار لكن بلا فائدة
سترى كل هذا التناقض و الهرج الذي أحدثك عنه وعندما تقرأ كتاباتي..
نعم
يجب أن تقرئها
فكلها كتبتها من أجلك
ولونتها بدموعي على فراقك
اقرأها لعلك يوما تسامحني
لعلك يوما تصفح لي جبني و تخاذلي
لقد أعطيتني كل شي يا وطني ولكني لم اكن يوما سوى هاربة..
فهل لك أن تصفح عن المجرم الذي قرر الاعتراف وأخيرا بجرمه
و سيدفع لك دية تعويضا عن خسارتك
قيمتها بحر من الدموع
وسنون من الندم
وباقات من الاعتذارات
ورغبة قاتلة في البكاء..
فهو من أجلك يريد البكاء و يريد و يريد

*************
لا أزال بعيدة نعم
لكن حدسي يخبرني ان دموعي اليوم ستأخذني إليك
ستأخذ بيدي الى عتباتك لأقبلها حتى تصهرنا حرارة أشواقي و يصبح الجسد واحد
ستأخذني إلى أراضيك لأرويها شبرا شبرا بهذه الدموع
فهذا هو حالي الآن أيها الوطن..
كنت قد ناشدت الفرح يوما فأبى أن يستجيب
بينما لباني الحزن منذ النداء الأول و وضع نفسه تحت تصرفي
ووعدني بكل ما أريد
و لذلك
فأنا اليوم
أريد البكاء
و أريد
و أريد……….

الى العراق الحبيب……موطني

عندما اريد البكاء D-araq-1-2-1

برنسيسة بابل
بوركتي للموضوع الرائع

كلمات روعة مشكورة برنسيسة على رقي مشاعرك
عاشت ايديكي

تقبلي مروري واحترامي

تسلمون حبايب كلكم ذوق نورتو متصفحي
تحياتي برنسيسه

» اسئلة لا اريد اجابات روتينية عليها
» البكاء ضعف ام احساس مرهف
» لن تنساني سأظل دوما في قلبك