النيل والفرات:
الأسطورة فن من الفنون الأدبية التي عرفها
الأدب منذ فجر التاريخ ويبدو أن الأسطورة قد كان لها فضل السبق من بين باقي الفنون
الأدبية التي ظهرت قديماً. وقد كان للأسطورة بشتى ألوانها وأشكالها محبون وعشاق منذ
القدم حيث كانت الأسطورة تشكل لوناً من ألوان الثقافة الإنسانية التي تبعث في النفس
نشوة المجهول والبحث عن كل شيء غريب في هذه الدنيا.
فالقصص واقعية أو خيالية إذا كانت تعتمد على الرواية والمشافه فهي مطلب يحتاجه
الشخص، وقد تؤثر القصة أو الأسطورة إذا كانت تتلى على مجموعة من الناس أو على فئة
من المستمعين فهي بلا شك سوف يكون تأثيرها أكثر من القصص والأساطير التي تقرأ.
نحن نعلم بأن الكتابة والقراءة كانت متأخرة عن ظهور الأسطورة ولهذا كان للأسطورة
دور كبير في مخاطبة الناس حيث أن هذا اللون من القصص لاقى قبولاً خاصاً في البيئات
الشعبية التي تؤمن بالخرافات والأساطير التي تعتمد على المبالغة والخيال فألهبت
مشاعرهم.
وقد ظلت الكثير من الأساطير رغم طول عهدها شائعة بين كثير من الناس حتى يومنا
هذا، وهذا يدل على أن هذا النوع من القصص له عشاقه الذين يريدون ويطمعون في سماع
قصصه بشتى أنواعها، وإلا بماذا تفسر قصة الزير سالم وعنترة بن شداد وسيف بن ذي يزن
والشاطر حسن وغيرها من القصص التي ما زالت موجودة بأحداثها بين الكثير من الفئات
والطبقات الشعبية وخاصة الدنيا منها.
والموسوعة التي بين يدينا جاءت خصيصاً لتقدم دراسة مختصرة عن الخرافة والأسطورة
ومن ثم سرداً لعدد كبير من الأساطير العالمية والعربية وهي بمثابة شواهد متنوعة
ومتعددة تكشف عن جوانب هامة في هذه الأساطير الكثير، فهناك أساطير أفريقية وأوروبية
وآسيوية وغيرها الكثير.
وفيما يلي سرد لأهم ما تم روايته من أساطير: أسطورة خلق المرأة، أسطورة السماء
لماذا بعيدة؟ أسطورة خلق الكون، أسطورة قصة الخلق، أسطورة التاجر الخبيث، أسطورة
ماء الحياة، ملحمة جلجامش، أسطورة السمكة الذهبية، حكاية في شأن الجن والشياطين
والمسجونين في القماقم من عهد النبي سليمان عليه الصلاة والسلام.