قضى النجم جمال سليمان 48 ساعة يعتبر أنها من أصعب الساعات التي مرت به طوال حياته وذلك في اللحظات الأخيرة قبل قدوم مولودة الجديد إلى الدنيا ، حيث توقف عن تصوير مشاهد مسلسل أفراح إبليس وسافر على الفور إلى بيروت حيث كان من المقرر أن تضع زوجته طفلهما الأول في اليوم التالي مباشرة، وكانت أنفاس سليمان ودقات قلبه يتسابقا أيهما سوف يصل قبل الآخر حيث كان يرتجف من شده القلق على زوجته التي كانت تفتقده في أيام حملها الأخيرة بسبب انشغاله في التصوير في القاهرة.
قد كانت تقيم مع أسرتها في سوريا لكي تكون تحت رعايتهم و سافرت من سوريا إلى مستشفى (طراد) ببيروت برفقه والديها لكي تجرى الفحوصات والتحاليل اللازمة قبل إجراء عمليه الوضع ولحين قدوم النجم جمال سليمان إليهم ، وبمجرد وصول سليمان لمطار بيروت كان يتمنى أن يتسابق مع المكان و الزمان لكي يصل لزوجته بسرعة البرق وبعد وصوله إلى المشفى بسلامه الله يؤكد أن هذه الليلة لم يصاحب النوم عيناه حيث كانت زوجته تعانى من آلام شديدة وكان في قمة خوفه عليها وبدأ العد التنازلي لقدوم نجل سليمان الأول حيث كان الجميع في حاله من التوتر و القلق.
وطلب سليمان من الطبيب القائم على إجراء عمليه الولادة أن يسمح له بالدخول مع زوجته داخل غرفه العمليات وأن ينتظر برفقتها لحين وضعها بالسلامة فقد كانت هذه رغبتها في أن يكون زوجها بجوارها لكي تطمئن وتستقر حالتها النفسية وبالفعل وافق الطبيب وحزر سليمان من أن هذا المشهد سوف يجعل يشعر بالأرق لفترة طويلة لأنه مشهد صعب وخاصة أنها عمليه جراحه ولكن جمال تحامل على نفسه وأكد للطبيب أنه سوف يتحلى بالشجاعة وفعلا دخل مع زوجته غرفه العمليات بعدما ارتدى هو وهى ملابس معقمه تماما كما أرتدي (كمامه) معقمه كباقي الموجودين بالغرفة من طاقم التمريض بالكامل وطبيب التخدير والطبيب القائم على الجراحة وذلك لسلامه جو الغرفة من دخول أي مكروب وتوجه سليمان غلى زوجته وهمس لها في أذنيها (لا إله إلا الله) قبل دخولها في مرحله التخدير.
وكان سليمان في بدا الأمر يقف بأحد جوانب الغرفة معتقدا أنه شجاعا وسوف يستقبل طفله بعينيه قبل يديه ولكنه بمجرد رؤية مشرط الطبيب وطاقم التمريض يلتف حول زوجته بعد تخديرها لم يتمالك نفسه ولم تستطيع قدميه أن تحمله شعر الطبيب بهذا الموقف الحرج وطلب من سليمان أن يجلس ونصحه بعدم متابعة العملية.
وبالفعل توجه سليمان بعينيه بعيدا عن زوجته وقد كان جسده يرتعد خوفا على سلامتها ، وبدأ في قرائه القرآن الكريم والتضرع إلى الله لكي يقر عينيه بروئيه طفله وزوجته بسلام ، وبعد ما يقرب من الثلث الساعة طلب الطبيب من جمال أن ينظر له وإذا به يشاهد مولودة يصرخ بعد قدومه إلى الدنيا.
وقامت إحدى فتيات التمريض بسرعة بوضع الطفل في (شرشف) أبيض وأعطته لوالده الذي استمر يسمى باسم الله أكثر من مره وأخذ الطفل وعيناه تملئها دموع الفرح وخرج على الفور يبشر أسره زوجته بأنه أصبح أبا بعد طول انتظار وأخذ يكبر (الله أكبر) في أذن الطفل طبقا للشريعة الإسلامية وشكر الله مرارا وتكرارا على أنه قر عينيه بالذرية بعد طول حرمان.
ويؤكد النجم جمال سليمان أن هذه اللحظات لن يمحوها الزمن من ذاكرته أبدا وأنه لحظه حمله لأبنه (محمد) هي أسعد لحظات عمره وان إحساسه بأنه يحمل جزء منه سوف يكون سندا له يوما ما إحساس لا يضاهيه أي شئ في الدنيا وعلى الرغم من النجاح الذي حققه في مشواره الفني إلا أن هذا الطفل هو أكبر نجاح حصل عليه في حياته.