عرفت أنها للبيع بعد انتظار.. قبل مساومة.. أمام واصل خلف الجدران.. لكنها لم تبع.
تأكدت أنها للبيع يوم.. كان مالكها يذكر ميزاتها كما لو أنها بحق سلعة.. وكان المغامر يهاود سعرها المرتفع مظهراً معرفة بعيوبها وقبوله بها .لعة من النوع الأقل جودة.
لاحقاً آمنت أنها سلعة يوم اشترت بكل ما تملك إقراراً بالتنازل عن ملكيتها دون أن يميزها صك التنازل عن إناث الليلة الواحدة..
ظلت تردد تلك الليلة سراً.. علناً سلعة.. أنت سلعة.. من يشتري؟
في صبيحة اليوم التالي
تصدر الإعلان بألوانه المتسقة كبريات اليوميات الصادرة للبيع ولأن لي حق الانتفاع.
جسد أنثى.. بيضاء اللون.. بنية الشعر.. مليحة القد.. حاسرة الرأس.. حافية القدمين . ولا علامات فارقة
وتذيل الإعلان بملاحظة: الدفع مسبقاً. الحسومات مغرية.. وللميسورين فقط.
هاجمها كل الفحول.. من لم يتهمها بالفجور.. اتهمها بمس من الجنون.
وفي الخفاء كل الفحول باركوا بيعها الحرام في زمن الرجال..
فاقة
أثارت حفيظة كل الأطباء.. أظهرت جنونهم.. لم يتوصل أي منهم لتبرير مقنع لحالي.. سألوني «وقعت؟ أصابك حادث..؟ أتأكلين جيداً..؟ أفعلت هذا..؟ أقمت بذلك..؟
لكني دائماً كنت أقول أنا فقط قلت كلمات نسيتها الآن كلهم رجموني بغضب الله وأني لو لم أكن روحاً خبيثة ماكنت قزمة وفوق كل ذاك أكذب.
لم أجرؤ ولو لمرة أن أقول إني يوم كنت قزمة.. طفلة التصقت أمام الواجهة الزجاجية.. حدثت الفستان الأحمر وطلبت منه أن ينتظرني حتى أجمع نقود الأعياد القادمة التي يرميها لي ولأخوتي بعض الميسورين المتصدقين، لكنه رد في وجهي ضاحكاً، في كل يوم ستكبرين..
لن يكون بوسعي أن أكبر.. أنت تعرفين.. ألست تعرفين؟! لا أجرؤ على إخبارهم بأني في تلك الليلة أغرقت وسادتي حتى إذا أنهاني البكاء سحبتني أميرة الجن وقالت لي ستلبسين الفستان الأحمر.
بعد ذلك لقنتني كلمات.. وأنا رددت بعدها آمرة كل نسيج وخلية في جسدي ألا يمتط طولاً أو عرضاً لألبس فستان الحلم الأحمر ذات ليلة.
ولادة خبر إن
في كل أربعاء من كل اسبوع كنت أقطع مئات الكيلو مترات لأشهد ولادة خبر إن، وفي كل أربعاء كنت أتسلح بالحجب والرقيات وأتلو في طريق سفري كل الآيات المنجيات.
في كل أربعاء حين أصل العاصمة، أمشي على أرجل من هواء إلى أن أصل هيئة احتضان الأمنيات، وحين أصلها يفرغ الهواء من بالون الهيئة فأرتطم بالخبر.. إن راعي الأمنيات يعتذر عن مقابلة أصحاب الأحلام الم.ورة.
أدركت في هذا الأربعاء أن كل الحمول السابقة كانت كاذبة، لأن أحد الصالحين في ذلك المكان المخصص لنا نحن أصحاب الأحلام المشوهة المقزمة بفعل أيديهم أراد أن يساعدني منذ زمن يقارب السنوات الأربع لحمل عسير فأجهض بكلماته خبر إن حيث قال: إن راعينا المبجل يستقبلنا.. لكن..
لذا سأسافر في أربعاء الموعد باتجاه مخالف للماضي.. سأتسلح بالسخافة.. سأضمن حقيبة سفري ثياب البحر لأنعم بقضاء أربعاء تاريخي على الشاطىء.
قسمة
في مجلس أخير حضرناه، وافقنا مكرهين أن تكون لنا حجرة صغيرة في هذا الكون الفسيح بينما ينعم مصاصو الدماء باتساع الفضاء.
جلسنا نحن الضعفاء.. أسندنا رؤوسنا إلى جدران حجرتنا، وحين أحضروا مثاقبهم. وبدؤوا يصنعون فوهات في حجرتنا.. تجمعنا بعيداً عن الجدران مرتجفين.
حين سلطوا بعدئذ رياح فضاءاتهم ومياه ينابيعهم.. أغرقونا
إلا أن جيفنا يوم تحللت أخذت الفضاء كله بالطاعون.