العمله الفلسطينيه وحق اليهود في فلسطين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد أرفقت لكم بهذه المقالة نموذج من العملة الفلسطينية والتي صدرت في فلسطين بعد انهيار الخلافة العثمانية مباشرة
وبعد إعلان ما يسمى بوعد بلفور ، وبعد قيام بريطانيا بالسيطرة على معظم الشرق الأوسط ، فقد أصدرت عمله من أوراق نقدية تمثلت بالفئات من جنيه واحد خمسة جنيهات عشرة جنيهات مائة جنيه بالإضافة إلى مسكوكات معدنية من فئة واحد مل خمس مللات عشر مللات عشرين مل خمسون مل ومائة مل
وقد صدرت هذه العملة من بداية العشرينات من القرن العشرين الماضي عقب انهيار الخلافة على يد مصطفى اتاتورك في ذلك الوقت
ومما يميز هذه العملة أنها تحتوي على ثلاث لغات وهي
العربية والعبرية والإنجليزية
وان اللغتان العربية والعبرية هما توأمين تفرعا من اللغة السامية
أي أن اصل اللغتين هو اللغة السامية
وسميت بالسامية نسبة لسام بن نوح عليه السلام
أن تقارب اللغتين الشقيقتين وتفرعهما عن اللغة الأم أدى إلى انقسام للشعوب التي تفرقت واتبعت كل منها لغة خاصة بها طورتها وهذبتها حسب متطلباتها
وبذلك فان هذه الشعوب أو بالأحرى هذان الشعبان اللذان اتبع كل منهم لغة مختلفة عن الأخرى إلا بالقليل من المصطلحات المشتركة وآلتي تعتبر من أساسيات اللغة حيث أن الأبجدية في كل منهما هي نفسها باستثناء بعض الحروف التي أضيفت للغة العربية مما حدا ببعض المؤرخين أن يسموا اتباع اللغة العربية بأصحاب لغة الضاد
أو أن ما يميز اللغة العربية عن شقيقتها العبرية هو الضاد وعليه نعتوا المتكلمين بها بلغة الضاد حتى يتم تميزها عن اللغة العبرية أو السامية
فقد تعمدوا على تسميتها بذلك ليبعدوها عن اللغة الأم وهي السامية
لقد قام الانتداب البريطاني بتقسيم فلسطين إلى مقاطعات ومحافظات كانت تدار من قبل الشعوب العربية الفلسطينية باستثناء القدس والتي تمت إدارتها من قبل مندوب عن الحكومة البريطانية سمي بالمندوب السامي تخليدا للسامية والتي تميزت بها الطوائف اليهودية
وبالتالي أطلقوا على أنفسهم الساميين من اجل الاحتفاظ بشرف تخليد التاريخ للساميين والسامية ، وعليه فقد تم الاتفاق مع الحكومة البريطانية على انتداب مندوب على فلسطين سمي بالمندوب السامي حتى لا يكون هناك منافس له لا من البريطانيين ولا من الفلسطينيين
فقد سموه بالسامي نسبة للسامية التي هي اصل اليهود فقط وذلك حسب تزويره للحقائق والتاريخ ن وقد نسوا أو تناسوا أن السامية هي اصل العربية أيضا وان العرب هم من حافظوا عليها واتبعوها ليجيء القران من بعدهم ليؤكد أن السامية هي العربية وليس لليهود فيها شيء ذلك انهم تشتتوا وتطبعوا بطباع الغير ساميين واختلطت أعراقهم وأنسابهم ، حيث أشاعوا أمر الانتساب للام لإثبات اليهودية من اجل استرداد بعض ما فقدوه جراء اختلاط أنسابهم وأعراقهم مع شعوب الدول التي عاشوا فيها
أن انتداب هذا اليهودي مندوبا على فلسطين من قبل الحكومة البريطانية جعله صاحب حق ورأي في كافة التشريعات القانونية والادارية وحتى العسكرية
فقد عمدت بريطانيا لسن قوانين جائرة بحق الشعب الفلسطيني المقيم على ارض فلسطين وحقوق ملكيتهم لأراضيها متبنية بذلك القانون العثماني والذي ينص على أن فلسطين ارض وقفيه وهي ملك للدولة وليس للأفراد القاطنين فيها سوى حق المنفعة فقط وليس الملكية
وبما أن الدولة المسيطرة على الأرض هي بريطانيا في الوقت الذي كانت محتلة لها منذ انهيار الخلافة العثمانية ، فقد سعت جاهدة لفرض سيطرتها على معظم الأراضي الفلسطينية الصالحة للزراعة والتي يقتات منها الشعب الفلسطيني حيث أن مصدر رزقهم الرئيسي في ذلك الوقت هو الناتج القومي من الزراعة وبعض الحرف الصناعية الأخرى ، وذلك من اجل تجويعهم وترحيلهم عنها وتسلميها لليهود لإقامة الكيبوتسات الزراعية عليها ليقتاتوا منها في حالة قيام العرب الفلسطينيين من أحكام السيطرة على مصادر القوت الأخرى مثل الاستيراد والتجارة
كما وان المندوب اليهودي على فلسطين والذي جعل مقره الرئيسي على جبل المكبر أمام القدس الشريف من الجهة الجنوبية والذي يشرف على معظم فلسطين كونه أعلى جبل بالقدس ويليه غربا وشرقا انخفاض مما يتيح سهولة الرؤيا من بعد ، كان قد تدخل في كيفية صياغة القوانين والأوامر الإدارية والعسكرية حيث انه طلب من القوات البريطانية أن يكون كافة أفراد الجيش البريطاني والشرطة البريطانية من اليهود البريطانيين حيث انهم الأقرب للتعامل مع الشعوب واحتكاك بهم وذلك من اجل القيام بالتضييق على الفلسطينيين العرب وإفساح المجال أمام المليشيات اليهودية من إعاثة الفساد في الأرض تحت حمايتهم وأيضا تحت إشرافهم وتدريبهم
أما الناحية الإدارية فقد سمح للمندوب اليهودي والملقب بالمندوب السامي وذلك لجهل أهلنا في فلسطين من المعزى من هذا المعنى كما سبق لهم الجهل بمعنى الشريف في التقارير البريطانية ، فقد تدخل في كيفية سك العملة الفلسطينية وحتى الوثائق الرسمية الصادرة عن حكومة الانتداب للشعب ومنها عقود الزواج وشهادات الميلاد وجوازات السفر وكل الوثائق الحكومية حيث صدرت بثلاث لغات إكراما لوجود اليهود على ارض فلسطين وان هذه اللغات هي العربية والعبرية والإنجليزية
والغريب بالأمر أن كلمة فلسطين أو اسم فلسطين أينما ورد باللغات الثلاث ورد خلف اللغة العبرية قوسين يحتويان على حرفين ( أ ي ) واللذان يرمزان إلى الأحرف الأولى من كلمتين هما باللغة العبرية (ارتس يسرائيل ) أي ارض إسرائيل
فأينما ورد اسم فلسطين ورد بعدها ارض إسرائيل
أن محتوى أي ورقة نقد تصدر في أي دولة يكون من البديهي على شعوب تلك الدولة التسليم بها والاعتراف بمضمونها ، مهما بلغ هذا المضمون ومهما بلغ محتوى هذه العملة ، فهي بمثابة وثيقة رسميه صادره من قبل جهة معينه لنزع اعتراف الشعوب بها
وما دام الشعب الفلسطيني تداول هذه العملة واعترف بها واشترى وباع فيها الغالي والنفيس فقد اعترف ضمنيا بمحتواها وما تدل عليه
أن وجود الحرفين الألف والياء من اللغة العبرية واللذان يرمزان إلى اختصار كلمتي ارض إسرائيل واللذان يتبعان اسم فلسطين أينما وقع ما هو إلا اعتراف صريح من الشعب الفلسطيني بان فلسطين ارض إسرائيل وان هذه الفترة والتي استمرت قرابة 30 عاما من الانتداب البريطاني على فلسطين لهي كافيه أمام الرأي العام العالمي بان الشعب الفلسطيني معترف ضمنيا بان فلسطين ارض إسرائيل ولما يتبق أما حكومات دولة إسرائيل على مدى أيام قيامها إلا أن تسعى إلى إرغام الشعب الفلسطيني على الاعتراف الفعلي بان فلسطين ارض إسرائيل كما اعترفوا ضمنيا بالسابق بها
وعليه كان لا بد من إيجاد من يقوم بهذه المهمة وهي الاعتراف بهم وبان فلسطين ارض إسرائيل وهذا ما حققته الحكومة الاسرائيلية وذلك قبل نهاية القرن العشرين الماضي
أن عدم التزام المسلمين بتعاليم القران والسنة النبوية أدى فيما أدى إلى جهل الشعب الفلسطيني على مر العصور والسنين بما يدور في الخفاء وما يحاك ضده من مؤامرات ومكائد من اجل إجلائه عن أرضه والسيطرة عليها بكافة الطرق والوسائل الأخلاقية والغير أخلاقية وبكل الإمكانيات المتاحة
أن جهل الشعوب العربية بلغتهم السامية الأم والتي تفرعت منها اللغة العربية حدا بهم إلا الابتعاد عن معرفة اللغات الأخرى مع العلم بان هذه اللغة وجدت من بداية القرن الماضي
أن تعصب الشعب الفلسطيني لقوميته وعروبته والتي زرعها فيه الاستعمار جعله فريسة سهلة المنال للتحايل عليه وسلبه أرضه وأمواله ومصدر قوته من قبل الاستعمار البريطاني الصهيوني
وان تخلي المسلمين عن قول الرسول الكريم لهم صلى الله عليه وسلم " من تعلم لغة قوم أمن شرهم "
فلو تعلم المسلمين اللغة العبرية منذ مطلع القرن الماضي لما قامت الصهيونية العاليمة باستغفالهم وفرض الاعتراف بهم عن طريق وضع فلسطين متبوعة بأرض إسرائيل بالوثائق الحكومية على مختلف أنواعها وأشكالها
أن الصور المرفقة السابقة لخير دليل على ذلك حيث أن الحرفين فقط كان بعد كلمة أو اسم فلسطين باللغة العبرية فقط
فأين الذكاء العربي والفطنة البديهية عن الاستفسار عن مضمون هذان الحرفان ، وان لم يكونوا على علم مسبق بها
لم تجاهلو الاستفسار عنها
لقد قامت جامعة دمشق وبالخمسينات أن لم يكن قبل ذلك بتدريس مساق في كلية الآداب سمي باللغات السامية وان مدرس هذه المادة هو ربحي كمال حيث قام بتأليف الكتاب الجامعي والذي اعتمد تدريسه وحسب الطبعة المتوفرة عام 1954م
فمن أين له بهذه اللغة ؟ وكيف تعلمها ؟ وأين تعلمها ؟ ومن هو أصلا ؟
أن الدارس للغة العربية وآدابها لم يجد حاجه لاختصار أحرف اولى للدلالة على اسم مؤسسة أو جمعيه أو كتاب أو فريق أو أي أمر أخر
أن الاختصارات لأسماء ومصطلحات لم يوجد باللغة العربي وذلك لسعتها واشتمالها على معان مختلفة بحيث يصعب على الطالب أو الدارس أو حتى أي فرد على مستوى عالي من الثقافة معرفة المقصود من هذا المصطلح المختصر
لم ننجد هذه الاختصارات إلا في القرن العشرين المنصرم
حين أن الكثير من أصحاب المؤسسات أو القائمين عليها عمدوا إلى الاختصار بنا على تعاليم القادة المسؤولين عنهم وأيضا من اجل إخفاء المفهوم من هذه الاختصارات عن عامة الشعب كي لا يواجهوا بانتقادات أم معارضه أن عدم علم الشعوب بهذه المصطلحات أدى إلى وقوعهم بأخطاء شنيعة أوصلتهم لفقدان مصدر رزقهم وأرضهم
كل ذلك بسبب جهلهم وتعصبهم الأعمى للقومية والجاهلية ، فقد قال رسول الله عن القومية والعصبية القبلية أنها نتنه فقال " دعوها فإنها نتنه " وبسبب تمسكنا بها وعدم انصياعنا لأمر الرسول أصبحنا نحن النتنين بلا ارض وبلا وطن
لذا أهيب بكل من لديه حس وطني وانتماء عقائدي وحرص على أمة الإسلام ، كل من لديه الغيرة على ألأمه الاسلامية عامة والشعب الفلسطيني خاصة أن يسعى لتعلم هذه اللغة ليس حبا بها أو بأهلها
وإنما من اجل تحقيق وصية الرسول " من تعلم لغة قوم أمن شرهم " حتى نتدارك ما يمكن تداركه وننقذ ما يمكن إنقاذه وحتى لا نتهم بالتقصير وإضاعة الوطن أمام الأجيال القادمة وحتى لا يلعننا التاريخ أو نكون نقطة سوداء في جبين الوطن
أتمنى أن تلاقي مناشدتي هذه أُذُناً صاغية وحساً مُرهَف وغيرةً على الأرض والعرض ، فما نحن إلا بدار مَمَر ولسنا بدار مَقَر فلو دامت لمن قبلنا لما وصلت لنا ، سنتركها لِخَلَفِنا كما تركها لنا سَلَفَنا ، فهم حافظوا عليها وبنوها ونحن نبيعها ونلهو بثمنها ، لنجلس على الكراسي ونتربع بطمأنينة وراحة ، والارض تُسلَبُ منا ، فهل من متعظ ?

وتفضلوا بقبول الاحترام

محمد الحلبي