قصة هذه المرأة اهديها لكل من اختار الجلوس عى الناصية يندب الحظ السيئ
ويشكو قسوة الزمن..ويتأوه غيظا" من الظروف التي تعا.ه
فهو الضحية التي تستحق المساعدة والتعاطف ..
.................................................. ................................................
أنها امرأة من بلادي ابتسمت لها الحياة في اول شبابها, فتزوجت وهي لاتزال على مقاعد الدراسة الجامعية الاولى , شابا" قدم لها حبه وتفانيه واهداها المخمل والحرير وزين يديها بالذهب والياقوت واصطحبها الى بلدان كانت تقرأ عنها في كتب المدرسة ولم تكن تحلم بزيارتها يوما".
وتكاملت سعادتها حين رزقها الله بطفلة جميلة معافاة .. وتمنت ان يرزقها الله بأخ او أخت للصغيره فرزقها الله بتوأمين ولدين جميلين ينعمان بالعافية ..
وكما تأتي العاصفة فجأة ,أو كما يحدث الزلزال ,حدث كل شيء ؛ تعرض زوجها لحادث مريع اودى بحياته , فوجدت نفسها بين ليلة وضحاها أرملة , واما" لثلاثة أيتام لم يتجاوز أكبرهم السادسة من عمره.
لملمت أحزانها وأودعتها حنايا قلبها وراحت تحاول الامساك بدفة حياتها وايجاد مصدر رزق لها ولأولادها .
ودخلت مع أحد أقاربها في مشروع تجاري وضعت فيه ما أستطاعت من نقود من بيعها بعض ممتلكاتها, وجائت الصفعة الثانية ,فقد أختفى القريب الذي خدع عددا" أخر من الناس وهرب بالنقود الى خارج البلاد..
وجدت نفسها وحيدة ومعدومة ومسؤالة عن أطفال ثلاثة تهفو اعمارهم الى متع صغيرة ..
وتزامن ذلك كله مع الحصار الذي فرض على البلاد والذي أمتد آثاره الى الموسرين والمرهفين .. فكيف الحال مع المثقلين بالاعباء؟!
ارتعشت صغيرتها من البرد , فمعطفها القديم الذي يعود تاريخه الى ايام هانئة مضت .. اصبح صغيرا" عليها وصار من حصة أحد التوأمين ..
وارتعش قلبها , وصدرت عنه صرخة لم يسمعها أحد في الخارج , بل رددتها جدران قلبها ..
((لن تسمح للبرد أن يسكن أجساد أولادها , ولا لليأس أن يغزو قلبها , ولا للعوز أن يهزم كبريائها ))
بين ليلة وضحاها تحول مطبخها الصغير الى ورشة مزدحمة بالعمل ,, فقد قررت القيام بتلبية طلبات عمل المعجنات على أختلاف أنواعها لمجموعة صغيرة من المعارف وألاقارب ..
وسرعان ماتسعت الدائرة الصغيرة لتصبح لديها طلبات كثيرة تضطر أحيانا" الى انتظار دورها ..
حين كانت تشعر بلأرهاق يكاد يغلبها .. وحين كانت يدها تئن تعبا"..
كانت تحول نظرتها الى أولادها وقد عادت الضحكة الى وجوههم واختفت نظرات الان.ار من عيونهم فتنسى التعب ويتلاشى الارهاق ..
انها امرأة من بلادي ليست الوحيدة فهناك أخريات تحدين الضعف واليأس والحصار لا يعرف أحد عنهن شيئا".. لكنها نموذج حقيقي جدير بنا أن نتعلم منه ونحييه .