ماعاد قلبى ولا عقلى التحمل

لا أعلم ما هي المشكلة ، وصلت إلى مرحلة بدأت أفقد فيها الشعور بالإنسانية ، بالفرح ، بالسرور ، حتى بالحزن ! حصار شامل على مشاعري فرضه عقلي ، في الماضي ، كانت الدنيا تعاكسني أحيانا و احيانا تجاريني، و كنت أحس بمقاومتي لها ، أو سيري معها ، كنت أحس أن هناك قلبا ينبض ، لكن الآن لم أعد أحس بشيء ، لا أعلم ، هل انا ما زلت سائرا ، أم أنني ما زلت واقفا في مكاني ، أم أن الدنيا قد سحقتني ، أم ماذا؟ هناك محاولات مستميتة لقلبي ل.ر هذا الحصار المفروض عليه من عقلي ، و لكنه لا يقوى ، يحاول و يحاول و يحاول ، و لكنه يفشل حتى الآن ، فعقلي خائف جدا جدا ، فهو لم يبق فيه قدرة للإحتمال ، و لن يسمح لأحد مهما كان بأن يوجه له ضربة أخرى لأنها ستكون القاضية ، لدرجة أنه يرى قلبي ينزف و ينزف من طعنات متتالية ، و لكنه فضل الإنطواء و الإنسحاب على أن يفتح الباب ليد قد تزيل الدم عنه ، لكنها تزيله لترى جيدا أين تضرب !
أعلم يا من تقف هناك أنك لن تكون كذلك ، أعلم أنك لست مثل الآخرين ، فقد وقفت بعيدا عندما كان البعد واجبا ، و لقد سددت بيديك جروحي التي صنعها القريب و البعيد ، و مسحت برفق الدم عن بصري لأرى أمامي و أسير في طريقي ، و لم تألو جهدا في نصحي و رعايتي ، و لكن عقلي يخشى من تسلل الآخرين ، فهو لم يعد يملك من الطاقة ما يكفي للدفاع ، عندها لن يتحمل عقلي و لا قلبي ، و لا أنا