من عُمق ِالجرحِ وردة ..

من عُمق ِالجرحِ وردة ..
من عُمقِ الجرحِ وردةٌ ملطخةٌ بالدماء لكنَّها نظرة ..
نظرةٌ فـ الأملُ يداويها ..يُصبغها بحمرةِ سعادة
فالأملُ رذاذُ حياةٍ وروحٌ تسكنُ في بقايا روح
أملي بصيصُ ضياءٍ يصنعُ المعجزات
أملي لا يشعُّ من بزوغِ صباحٍ ولا شعاعِ شموس
بل هوَ أملٌ لا يغربُ حتى يشرق
أملٌ ينفلقُ من سعةِ الرحمةِ الربانية
يفيضُ من نبعِ الجودِ الرحمانيْ الغزير ..
مغتسلٌ يطهرُ روحي ..
فرأفةُ ذلكَ الربِّ تعدّت كلَّ الحدود
حتى أغرقَ بلطفهِ أطرافَ آلامي
وأرخى حبالَ اليأسِ المتشبثةِ بكياني
وأسرني في قيودِ العاشقين
في نافلةِ العشقِ حيثُ تكبيرةُ الوالهينَ المشتاقين
كانت جنانُ الآملينْ
فعلى منصَّةِ العرفانِ كانَ للروحِ أن تعرجَ إليه ..
وتنعمَ بالزلفى منه حيثُ جنانُ السعادةِ
وفردوسَ الحبِّ ونعيمُ الخلدِ المقيم في سورِ العابدين
حيثُ تصبُّ أنهارُ الرحمةِ في كيانِ العبدِ المحزون
وتسبيحةُ القلوبِ تزهرُ عرصاتِ الوجدِ الملهوف
وإنَّ مناجاةَ النورِ تبددُّ ظلامَ الفؤادِ المخنوق
وصدى الطمأنينةِ يرتدُّ سكينةً وانشراحاً في الصدور
ودفُّ القربِ نميرٌ يشفي جراحَ السائلِ الكروبِ
في حياضِ اللاجئينَ الخائفينَ الآملين ..
كفُّ أخجلتها كثرةُ الخطايا ..
غُمِسَت في الذنبِ حتّى اسودَّت
عادت ترفعُ سؤلها نحوه
فبيَّضها بجليلِ كرمهِ ولطفه
فـ كانت من الفرحينَ الشاكرين